صالــون العائــلة (3).. خبــراء يضعــون خارطــة طريــق لطفولــة بــلا إســـاءة

نظمت حملة التوعية المجتمعية (كلنا وياك.. لحياة آمنة بلا استغلال)، الصالون الثقافي الثالث، مساء الأربعاء 7 فبراير، بفندق آرت، بجزر أمواج، بمشاركة خبراء في مجالات الأسرة والاجتماع وعلم النفس والأمن، لبحث أبعاد قضية الإساءة للأطفال، ووضع مقاربات ناجعة لمكافحتها من أجل طفولة سعيدة وآمنة.

افتتح الشيخ إبراهيم عبد الله رئيس جمعية الحد الخيرية، الصالون، بالقول إن جمع الخبراء على طاولة الحوار يهدف إلى بحث أبعاد قضية الإساءة للأطفال وطرق الوقاية منها وعلاجها، من أجل حماية وتماسك الأسرة البحرينية وتعزيز الطفولة الآمنة، في ظل تطورات عالمية تعصف بالحياة الأسرية والاجتماعية، وتجعلنا أمام مسؤولية العمل والتكامل مع الجهود الحكومية، لمواجهة أية تأثيرات سلبية على اللبنة الأساسية في المجتمع.

وقال د. فالح الرويلي، الباحث في الأزمات الاجتماعية، إن هناك تحولات عالمية تجعل البيدوفيليا (إشتهاء الأطفال) على طريق الشذوذ حيث كانت المدونات الدينية والقانونية تحرم وتجرم (المثلية) ثم أصبحت تقبلها وتشجعها، مما يعني أن البيدوفيليا في طريقها إلى التقنين القانوني!، مؤكداً أن الإساءة للأطفال لها تأثيرات نفسية وبدنية وعاطفية سلبية، وأن التكنولوجيا ووسائل التواصل مكنت من الوصول للأطفال حيث تبلغ تجارة البيدوفيليا نحو 40 مليار دولار سنوياً في الولايات المتحدة وحدها، مختتماً بالقول إن الأسرة ترتكب جريمة عندما تشتري لطفلها هاتف وتوصله بالإنترنت!.

بدوره أشار د. جاسم المهندي، أخصائي العلاج النفسي الإكلينيكي، إلى أن التحرش نوعان لفظي وحركي والأول يقود للثاني ويخلق شخصية ضعيفة، وأن الأكثر عرضة للتحرش هم المدللون والأيتام وأبناء المطلقات والأقارب وذوي الإعاقة، محذراً من أن بعض الممارسات في الطفولة المبكرة في الرضاعة أو التدريب على الإخراج تجعل الطفل شخصية مضطربة في المستقبل وأكثر عرضة للتحرش، ومؤكداً على أهمية الحنان والرعاية مع رقابة الطفل وطريقة نومه وتفتيش ملابسه، مع ضرورة الدعم النفسي لمن تعرض للإساءة لأن الألم قد يستغرق شهوراً وربما سنوات.

من جهته ذكر العقيد أنس الشايجي، مدير إدارة الثقافة الأمنية بوزارة الداخلية، أن هناك مؤسسات عديدة تشارك الأسرة في التوعية، ولكن المشكلة الحقيقية تأتي من العالم الافتراضي، مما يتطلب مزيد من الاهتمام بدور الأسرة وعودة هذا الدور، ومناقشاً دور عدد من المؤسسات والقوانين التي تحمي الأسرة والطفل من الاعتداء والإساءة.

بدوره قال د. خالد سعود الحليبي، خبير ومستشار الأسري السعودي، أن الأسرة تحولت من أسرة ممتدة إلى (نواة) ومن أسرة متماسكة إلى فندق وغرف فلا تأكل وجبتين مع بعضها، وأن الاحصاءات تشير إلى أن طفل من كل خمسة يتعرض للإساءة والتحرش، مما يؤثر على حياته وعلى الأسرة كلها، مؤكداً أن ضرب طفل يعني العنف ضد جيلين لأنه عندما يكبر سيضرب طفله، أما إذا عومل بحنان فسوف يعامل طفله به. وأشار الحليبي إلى أن المتحرش نفسه طويل حتى يتملك ثقة الطفل أو خوفه أو يقول له نحن نلعب، ولمواجهة ذلك لابد من تعزيز دور الأسرة بكلمات: التماسك، التواصل، المرونة، وتدريب الطفل على أربع كلمات: اعرف، تكلم، اجري، اصرخ.
واختتم بالقول إن الصمت يعني تكرار الجريمة ولابد من علاج المتحرش إذا كان مريضاً أو إصلاحه ومعاقبته، والأهم دعم المتحرش به لأنه ضحية والأسرة لم تكن بجواره عندما تعرض للاعتداء والإساءة.